
וַיְהִי, אַחַר הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה, כֶּרֶם הָיָה לְנָבוֹת הַיִּזְרְעֵאלִי, אֲשֶׁר בְּיִזְרְעֶאל--אֵצֶל הֵיכַל אַחְאָב, מֶלֶךְ שֹׁמְרוֹן" מלכים א' פרק כא"
حاجز اسرائيلي - كيف سيطرت
إسرائيل على منطقة بيت لحم?

تعرّضت حرّية تنقُل الفلسطينيّين في المناطق الواقعة غربيّ بيت لحم وفي جنوبها الغربيّ لتقييداتٍ مستمرّة على مرِّ السنوات. ولكن منذ السابع من تشرين الأول، تفاقمت هذه التقييدات وطُوِّرت تقنيًّا بشكل كبير. تُبرِز الخرائط التي اعددناها مواقع الحواجز والسدود التي نُصبَت في المنطقة، ممّا يزيد من تضييق الحركة على الفلسطينيين ويتيح لإسرائيل السيطرة على المزيد من الأراضي في المنطقة.


يتناول هذا البحث كيفيّة سيطرة إسرائيل على المنطقة الواقعة غربيّ بيت لحم وفي جنوبها الغربيّ. يُطلِق العديد من الإسرائيليّين على هذه المنطقة، خطأً، اسم "غوش عتصيون" وليس هذا صدفةً. منذ إنشاء مستوطنة كفار عتصيون (أول مستوطنة في الضفة الغربية) في أيلول 1967، قامت إسرائيل بتخصيص موارد هائلة لبناء المستوطنات والبنية التحتيّة في هذه المنطقة من الضفّة الغربيّة. إنّ الادّعاء الذي يهدف إلى توفير خطّ دفاع توعويّ خاصّ بالمستوطنات في هذه المنطقة (وهو أنّ هذه الأراضي كان يهود قد اشتروها قبل عام 1948 وطُردوا منها عام 1948، وأنّ الاستيطان فيها إنّما هو ممارسة "حقّ العودة" إليه)، والذي يحرص متحدّثون إسرائيليّون رسميّون وكثير من المستوطنين على تأكيده مرارًا وتكرارًا - هو ادّعاء كاذب. نهبت اسرائيل، في الواقع، كما أظهرنا هنا في الماضي، أكثر من 80٪ من الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات في هذه المنطقة بنفس الوسائل التي نهبت بها الأراضي في بقيّة أجزاء الضفّة الغربيّة منذ حزيران 1967.
بُدِئَ العمل على هذا المشروع قبل عدّة سنوات. وفي أعقاب المجزرة التي ارتكبتها حركة حماس في السابع من تشرين الأوّل عام 2023 والحرب التي نشأت بعدها، تأثّرت حرّيّة تنقُّل الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة بشكل جذريّ. وتجلّت هذه التغيُّرات بوضوح، وربّما بشكلٍ رئيس، في منطقة بيت لحم التي يسكنها عدد كبير من المستوطنين. إلا أنّه من الضروريّ التأكيد على أنّ الواقع الذي سيُوصَف هنا هو نتيجة لتخطيطٍ ولجهودٍ مبذولة منذ عقود بهدف الاستيلاء على الأراضي وطرد أصحابها منها، وهي جهود تكثّفت بشكل كبير وملحوظ منذ السابع من تشرين الأوّل.
سيرورة العمل
تضمّن العمل في هذا البحث رسم خرائط للحواجزوالسّدود والأنفاق التي نصبها وبناها الجيش الإسرائيليّ والمستوطنون في المنطقة الواقعة غربيّ بيت لحم، وذلك بغية مراقبة قدرة أصحاب الأراضي الفلسطينيّين على الوصول إلى أراضيهم وتقييدها، وحتّى منعهم في بعض الحالات من الوصول إليها بذريعة أمن المستوطنين والمستوطنات. تمّ تحديد جميع الحواجز والسدود التي وجدناها على خريطة جوجل الموجودة في أسفل الصفحة.
على الخريطة علامات بأربعة ألوان مختلفة:
أحمر - سُدود حجريّة مفتعَلة
أصفر: حواجز حديديّة (يبدو بعضها عسكريًّا بشكلٍ واضح، أمّا بعضها الآخر فنفترض أنّه من فعل المستوطنين دون أيّ سلطة رسميّة).
أزرق- بوّابات المستوطنات التي تُعيق قدرة الفلسطينيّين على الوصول إلى أراضيهم.
بنّيّ- أنفاق تحت الطرق الالتفافيّة التي شقّتها إسرائيل بهدف ربط القرى والسماح للفلسطينيّين بالوصول إلى أراضيهم (نفقان منها مغلقان حاليًّا، كما سنرى أدناه).

سدّ ترابيّ على طريق زراعيّ مؤدٍّ إلى أراضي قرية "الخضر" جنوب مستوطنة "إلعازر".
نتائج البحث
تتضّمن الخريطة 76 نقطة حسب التقسيم التالي:
-
5 أنفاقٍ تحت الطرق الالتفافيّة (نفقان منهما مغلقان).
-
11 حاجزًا أمام مستوطنات ومنطقة صناعيّة تُعيق، بشكلٍ مباشر، وصول الفلسطينيّين إلى أراضيهم الزراعيّة.
-
24 سدًّا حجريًّا مفتعَلًا.
-
36 حاجزًا حديديًّا.

نفق يربط قرية "الخضر" بأراضيها غربيّ طريق 60، وهو مغلق أمام المركبات والحيوانات بواسطة مكعّبات اسمنتيّة.
التغيّرات التي طرأت على المنطقة منذ السابع من تشرين الأوّل 2023
-
منذ السابع من تشرين الأوّل، تمّ نصب 21 حاجزًا وسدًّا إضافيًّا على طرقٍ زراعيّة، حتّى أصبح عددها اليوم 60 حاجزًا وسدًّا، ما يعني أنّ أكثر من ثُلث الحواجز والسدود في المنطقة قد نُصبت خلال الأشهر السبعة الأخيرة، أي منذ بداية الحرب على غزّة. لهذه الحواجز والسدود التي أُقيمت حديثًا في هذه المنطقة غرضان يتوافق أحدهما مع الآخر:
1. منع الفلسطينيّين من مغادرة القرى إلى الطرق الالتفافيّة.
2. سدّ الطرق المؤدية إلى المناطق الزراعيّة، وخاص~ة تلك الواقعة غربيّ طريق 60.
-
تمّ نقل أحد السدود (على طريق نحالين - بيت لحم) من موقعه الأصليّ إلى موقع جديد، وذلك للسماح لمستوطني "نيفي دانيال" بالسيطرة على منطقةٍ تقع غربيّ المستوطنة.
-
حاجز حديديّ نُقِل من مكانه وأُغلِق بالكامل شرقيّ البؤرة الاستيطانيّة غير القانونيّة "سيدي بوعز"، وهو ممّا أتاح للمستوطنين السيطرة على مناطق إضافيّة حول البؤرة الاستيطانيّة.
-
حاجز حديديّ نُقِل من مكانه وأُغلِق بالكامل شرقيّ البؤرة الاستيطانيّة غير القانونيّة "سيدي بوعز"، وهو ممّا أتاح للمستوطنين السيطرة على مناطق إضافيّة حول البؤرة الاستيطانيّة.
-
3 بوّابات (بوّابتان على الطرق المؤدّية إلى قرية "حوسان"، وواحدة جنوبيّ قرية "نحالين") تمّ إغلاقها بالكامل منذ السابع من تشرين الأوّل.
-
4 بّوابات، كان مزارعون فلسطينيّون يدخلون عبرها إلى أراضيهم المجاورة لمستوطنة "إفرات"، تمّ إغلاقها بالكامل أمامهم، والأراضي بقيت دون فلاحة منذ ذلك الحين.

